منتدى بن يمينة قادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة حب حقيقية

اذهب الى الأسفل

قصة حب حقيقية Empty قصة حب حقيقية

مُساهمة من طرف المدير الأحد أبريل 06, 2008 12:58 pm

قصة حب حقيقية Ronaldinho_afp220ابتدأ الأمر بلعبة... أو بأقل من ذلك فقد كان يراسل الكثيرات ويراسلنه..ذات مساء خريفيّ استيقظت من نومها..كانت لتوّها تستجمع ما تبقّى من حطام قلبها.. تمسح عن بقاياه بعض الدموع والآهات.. كانت تبحث عن مهرب أو حضن تلجأ إليه..ترتمي وتستسلم. حملت هاتفها النقال..بعثت برسالة قصيرة إلى رقم الدردشة.. وجاء الردّ سريعا.. أحدهم يقول: إن كل الفتيات لا يستحققن رجلا حقيقيا.. بذكائها أو ما تبقى منه.. عرفته مصدوما بقصة حب عنيف.. فكرت قليلا وكتبت إليه تقول:لما كل هذا التجنِّي؟...
كعادته يرتشف فنجان شاي.. يسمع أغنية بإحساس جديد.. بيدٍ واحدة يكتب رسائله القصيرة نحو الكثيرات... وصلت رسالتها.. تردد في إجابتها.. ثم تراجع ثم تراجع عن تراجعه وكتب إليها مثلما فعل مع الأخريات.... وابتدأت حكاية جديدة ... أحسّها أحسّت به.. أرسل لها رقمه في رسالته الثالثة.. وظلّت تتمنّع في إرسال رقمها.. كان كل شيئ حوله يتبدّل.. يتغيّر.. وكانت كذلك..نامت ليلتها وعلى الوسادة المجاورة ظلّ حلمها صاحيا وفي الصباح انطلقت نحو الجامعة.. حكت لصديقتها... والشوق يملأ ما بينها وبينه من مسافة المكان.. وبلهفة الأطفال عادت تسأل: أين أنت؟
كان يمضي آخر عشر دقائق في فصله الدراسي.. أرسل إليها شوقه السافر... وابتدأ العمر من جديد بهمسة وبسمة تجتاز حدود المعاني.. تتسلل من أروقة الكلمات إلى ساحات الاحساس... بذكائها الخارق اجتازت كل الحصون التي كانت تفصله عن الأخرين... زاد إلحاحه في الحصول على رقمها... واستسلمت بعد حين.. أرسلت له رقمها.. تسارعت دقات قلبه.. أحسّ برغبة جامحة في سماع صوتها.. ولو لثانيتين... أرسل يخبرها أنها تحتويه... أحس بها تبكي على صدره وتبوح له بأكبر جرح تمكّن من قلبها.. قصة حب كآلاف القصص المزيفة... برسائله يكفكف دمعها..ويرسم بسمة على شفتيها الشهيّتين... ويمضي صباح ويأتي صباح... وتخبره أنها أجمل من كل جميلة .. أنها أحلى من كل نساء الدنيا وهو الذي كان يدري ويعلم أن هذه الروح النقية لابد أن تكون داخل جسد أنقى وأجمل... ويمضي نهار وآخر ويأتي مساء مثقل بالأمنيات لتأتي رسالة تحمل كل المعاني : أحبــك..
ويمسح كل التجارب وكل الشكوك ليبدأ رحلته العاصفة... وتأتي رسالة ثانية...: أتسمح لي بالمبيت.. قد اشتقت شوقا إليك... لأسند رأسي على ساعديك... وأحلُمَ أنّي....إليك.....
تدثّر بالأمنيات وأفسح لها مكانا.. دعاها للحضور فجاءت.. من الشوق تحمل ما لا يطاق ... من الحب تحمل أكثر وأكثر... نامت على صدره حتى اكتفتْ!!
حلمُُ جميل أحسَّ به من بناه!!
ومرّ صباح جميل ويوم وآخر وعادت تقول: أتسمعني صوتك؟!!
أحسّ بكل ما فيه ينهار ويُبنَى من جديد... كادت الدهشة تنسيه أنها تنتظر... رنّ هاتفه.. ببطء شديد أجاب... ألو.. مساء النور..
أجابت: أحبك!!
وتمضي الحكاية حلما جميلا ويكبر حبهما ليحتل نصف الحباة التي كانت تعيش وكل الحياة التي كان يحيا!!
أحبك.. مازالت تتردد في داخله.. كلما فكر بالابتعاد وجد نفسه يقترب أكثر... قالت له في رسالة أخرى: إن أردت قتلي فابتعد !!
يالهاته الفتاة المليئة بالأحاسيس.. كيف لمن وقع فيك أن يبتعد أو كيف بحيا بعيدا... تعددت الليالي ولقاءات الأماني... حكت له عن أحلامها وآمالها وآلامها .. علمته الوضوح والصراحة.. وحكى لها عن ذلك المستحيل الذي يقف في طريق الأحلام...لم تسأل ولم تعترض.. بل ظلت لحبها وفيّة فوق ما يحتمل الوفاء... وظلت تراه جزء من ذاتها... بل كل ذاتها التي صارت ترفرف مع كل رنة هاتف... وراحت تخبر الجميع عن حبها الفريد... وعن فارسها الوحيد... رسمتْه على صدر الخيال كما تريد وراحت تكتب قصائدها على جدران الوحدة دون أن تفكر في النهاية... هي دائما مميزة.. لذا استأسد هواها في قلوب من كانوا حولها في الجامعة..وظلّت تصدّ قلوب الوافدين إليها بباقات الورود وتقول لهم مع كل الاعتذار: أنا أحبه.. لم أره.. ولكنني أحبه... لم يرني...ولكنه يحبني!!
ذات مساء ماطر...بعثت إليه مرة أخرى... أريد أن أسمعك.... أراد أن يحادثها.. رنَّ هاتفها لثانيتين... وأربع... لدقيقة وأكثر...ولا من مجيب!!
رنّ هاتفه أجاب ولهفته لا يحتويها الكلام... يالروعتها... تريد أن تدفع ثمن الكلام!
مرّ شهر على خفقان قلبيهما..ومرّ أسبوعان بعد ذلك وذات صباح كتبت إليه تسأل عن ذلك المستحيل الذي يقف في درب حبهما... كان الفضول يقتلها.. أو ربما فكّرتْ أنها إن عرفتْه يمكنها أن تتحداه وأن تزيحه من دربهما...... أصرّتْ وألحّت... كان يحاول بكل ما أوتيَ من دهاء أن يراوغ ... أن يتلاعب بالألفاظ والكلمات .. أ، يكتم سرا كان يقتله مع كل لحظة حبّ يعيشها ولكنه أدرك أن لا مناص من الاعتراف لها بما يؤرّقه... كان يكتب ودموعه تتساقط على شاشة هاتفه النقال فتحجب عنه رؤية الكلمات و الحروف.. قال لها إن عرفتِ الحقيقة.. فقد انتهى كل ما بيننا..
وكتب لها الحقيقة .. قال لها عن سر عذابه... قال لها: آهٍ.. لو كنا التقينا قبل هذا لاكتمل مشوار الحياة بيننا!
أخبرها أنه متزوج... فسالت دموعها كنهر لا ينضب... إنه الاحساس بالاحتراق!... لملمت آخر ما تبقى لتسمع اعترافاته... إنه أب ... إنه الاحساس بالاختناق............!!!!
بكت طويلا... وعادت إلى أحضانه تقول: كم أحبك.. ضمّني إليك... أغمض عينيك في عيوني... ثم قبِّلني..
كان آخر ماتريد قبل أن تضع للحكاية بينهما نقطة النهاية... قالت له في آخر رسالة :.. عد إلى زوجتك من أجل ذلك الصغير الذي بينكما...
ومضت حلما جميلا..بكى بكاء الأطفال.. وبكت بكاء العاشقة
يالهذا الحب البرئ... لم تره ولم يرها... ولكنهما صنعا قصة نادرة من قصص الحب والغرام.. والتي تنتهي دوما نهايات حزينة....







والغريب... أن الحكاية لم تنتهي!

__________________
المدير
المدير
المدير

ذكر
عدد الرسائل : 2846
العمر : 35
الموقع : منتدى بن يمينة قادة
العمل/الترفيه : حلاقة رجال
المزاج : ناس ملاح
تاريخ التسجيل : 09/12/2007

zidane
الجزائر - السنيغال:
قصة حب حقيقية Left_bar_bleue200/200قصة حب حقيقية Empty_bar_bleue  (200/200)

https://kada.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى